الخميس، 1 أكتوبر 2015

اشكالية نص يوحنا1_1


في هذا الموضوع نتناول اشكاليه نص يوحنا الاصحاح الاول العدد الاول حسب النص اليوناني وبالاخص الجزء الاخير من العدد هل النص يترجم :
وكان الكلمة الله ام وكان الكلمة الها ام وكان الكلمة الهيا
من يرجح الترجمة الاولي وهي كان الكلمة الله هم من يؤمنون بلاهوت المسيح
من يرجح وكان الكلمة الها هم من يعتقدون بان المسيح ليس الله كامثال شهود يهوه
من يرجح وكان الكلمة الهيا يؤمنون بلاهوت المسيح ولكن رفضوا ان يكون النص وكان الكلمة الله لاسباب لاهوتيه ولاسباب متعلقه بقواعد اللغه اليونانيه ومن ابرز من علق علي هذا وأيد ترجمه وكان الكلمة الهيا هو دكتور دانيال ولاس استاذ العهدالجديد وله مؤلفات عدة متعلقه باللغه اليونانيه وقواعدها وسنعرض اسبابه لم اختار هذه الترجمه تحديدا
النص حسب ترجمة الفاندايك:
في البدء كان الكلمة(ِa) وكان الكلمة عند الله��وكان الكلمة الله(c)
النص اليوناني:εν αρχη ην ο λογος και ο λογος ην προς τον θεον και θεος ην ο λογος
نريد اولا العودة للخلف قليلا وبالتحديد الجزء�� وهو وكان الكلمة عند الله ونركز بالتحديد علي كلمة الله كيف هي مكتوبه باليونانية سنجد ان الكلمه باليونانية هي τον θεον تون ثيؤن.نجد ان اداة التعريف τον في صيغه المفعول ويأتي بعدها كلمة θεον فيكون الكلمة ترجمتها الله او الاله وهنا نود نذكر نقطتين هامتين خاصتين باللغة اليونانيه:
الاولي:هي ان اداة التعريف حينما تسبق الاسم يكون الاسم معرفا بنسبة100% ولا احتمال اخر ولهذا لا نجد اطلاقا خلاف بأن الكلمة في هذا العدد ترجمتها الله او الاله
الثانية:وهي نقطه هامة حينما يكون الاسم مجردا من اداة التعريف فان الاسم يقع بين ثلاث احتمالات
1_ان يكون الاسم غير معرفا(indefinite)
2_ان يكون الاسم معرفا(definite)
3_ان يكون الاسم وصفي او نوعي(qualitative)
الاسم الغير معرف في اليونانية هو شئ غير محدد او غير معروف تفاصيله ونجد هذا مثلا في انجيل يوحنا الاصحاح الرابع العدد السابع:جاءت امراة من السامرة لتستقي ماء
امراه هنا غير معرف لم يحدد النص اي تفاصيل عنها.
الاسم المعرف هو خاص بشئ محدد معروف او تم الاشارة اليه مسبقا ونجد هذا علي سبيل المثال في انجيل الاصحاح الاول والعدد الواحد والعشرين النبي انت؟ هذا سؤال الكهنه واللاويين ليوحنا المعمدان ونجد انهم يسالون عن شخص محدد له معرفه سابقه في اذهانهم.
تبقي الاسم الوصفي او النوعي وهو الاسم يغلب عليه طابع الصفة فهو يصف شئ معين ونعرض علي سبيل المثال في رساله يوحنا الاولي الاصحاح الرابع العدد الثامن:لان الله محبة
,فكلمة محبة هنا هي اسم وصفي فلا يكون دقيقا المعني ان اعتبرنا الاسم غير معرفا فيكون المعني ان الله عبارة عن محبة ولكن يكون المعني ادق كونه وصفيا بمعني ان الله من صفاته المحبه او الله محب
نعود الان للجزء الاخير من انجيل يوحنا(c) ونعرضه في النص اليوناني
και θεος ην ο λογος
نجد ان كلمة θεος غير مسبوقه باداة تعريف وهذا يجعل الاسم يقع بين الاحتمالات الثلاثه التي ذكرناها مسبقا اما ان يكون غير معرفا او معرفا او وصفيا وهذا يفسر الاختلاف حول ترجمة النص بين معرف( الله )وبين غير معرف (الها) وبين وصفيا (الهيا)
قد قلنا ان الاسم حينما يكون غير مسبوق باداة تعريف غير معرف او معرف او وصفيا
فكيف يكون الاسم معرف بدون اداة تعريف .يوجد هناك حالات قد يكون فيها الاسم معرف بدون اداة تعريف مثل:
1_اسماء الاعلام كأسماء الاشخاص مثلا يوحنا,بطرس وغيرها
2_الاسماء التي تاتي بعد حروف الجر مثل كلمة في البدء مثلا εν αρχη نجد كلمة البدء ليس قبلها اداة تعريف ولكن تترجم البدء
3_الاسم الذي يأتي بعد الارقام الترتيبيه مثل انجيل مرقص الاصحاح الخامس عشر العدد خمسه وعشرين:وكانت الساعة الثالثة فصلبوه فكلمة الساعه هنا في النص اليوناني لايوجد قبلها اداه تعريف ولكن تترجم معرفه لمجيئها مع رقم ترتيبي 
4_الاسماء الفريده او ماتسمي ب(monadic names) مثل مثلا الارض ككوكب هو واحد فقط 
5_الا،سماء المجرده او ماتسمي ب(abstract nouns) ) مثل المحبه الفرح الايمان وغيرها قد لا يسبقها اداة تعريف 
6_الاسماء في صيغة المضاف (genitive) مثل روميه الاصحاح الاول العدد الثامن عشر:لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم، نجد ان كلمة غضب الله في اليونانية مكتوبه οργη θεου بدون اداة تعريف ولا يجوز ترجتمتها غضب اله معلن مثلا
قد عرضنا الحالات التي قد يكون معها معرف حتي مع غياب اداة التعريف وحينما قام دكتور دانيال ولاس بتطبيق هذه الحالات علي كلمة ثيؤس التي يغيب عنها اداة التعريف وجد انه لا يوجد احتمال واحد يجعلنا ان نقول كلمة ثيؤس معرفه فكلمة ثيؤس في النص لم تاتي قبلها حرف جر وليست من الاسماء الفريده ولا المجرده ولم تاتي بعد رقم ترتيبي وليست اسم علم وليست في تركيب المضاف اليه وعلي هذا احتمال ان تكون الكلمة معرفة مستبعد تماما وهذا هو سبب رفض دكتور دانيال ولاس ترجمه النص وكان الكلمه الله هذا من حيث قواعد اللغه وله سبب اخر من الناحية اللاهوتيه وسأعرض تعليقه عنه:
the problem with argument is that theos mentioned in verse b was the father, thus to say that theos in verse c is the same person, is to say that the word was the father, this as the older grammarians point out is embryonic sabellianism
يعلق دكتور ولاس قائلا ان المشكله في هذا الموضوع ان كلمه ثيؤس المذكورة في العدد(b)ويقصد بالعدد وكان الكلمه عند الله ان الله المقصود بهذا العدد هو الاب فحينما يترجم الجزء الاخير وكان الكلمه عند الله يكون الكلمة هو نفسه الاب فيما يسمي ببدعة سابيليوس.ولهذا رجح دكتور دانيال ان يكون ترجمه النص وكان الكلمة الهيا
والان اتضح استبعاد ان تكون كلمة ثيؤس معرفة لعدم وجود اسباب ورغم ذلك يحاول البعض اثبات ان الكلمة معرفه باختلاق قواعد لا تمت لليونانيه بصلة وسنطرح بعض هذه النقاط:
اولا :يقول البعض هناك مواضع ذكر فيها كلمة ثيؤس معرفة رغم عدم وجود اداة تعريف في النص اليوناني مثل
1_انجيل يوحنا الاصحاح الاول العدد السادس:كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا
النص باليونانية εγενετο ανθρωπος απεσταλμενος παρα θεου ονομα ιωαννης
نجد ان كلمة ثيؤس فعلا بدون اداة تعريف ولكن هناك سبب يجعل احتماليه للكلمه ان تكون معرفه وهي ان كلمة ثيؤس مسبوقه بحرف جر παρα وقد عرضنا مسبقا ان من ضمن الحالات التي يغيب فيها اداة التعريف وقد يكون الاسم معرفا هو بعد حروف الجر
2_انجيل يوحنا الاصحاح الاول العدد الثاني عشر :واما الذين قبلوه فقد اعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنين باسمه
النص باليونانية οσοι δε ελαβον αυτον εδωκεν αυτοις εξουσιαν τεκνα θεου γενεσθαι τοις πιστευουσιν εις το ονομα αυτου
نجد ان كلمة ثيؤس هنا ايضا بدون اداة تعريف ولكن ايضا هناك سبب يجعل احتماليه للكلمه ان تكون معرفه وهو تركيب المضاف اليه في كلمة اولاد الله 
اذن غياب اداة التعريف في النصوص السابقه كان لاسباب متعلقه بقواعد اليونانيه فما هي القاعدة التي تجعل كلمة ثيؤس معرفة في نص يوحنا واحد:واحد
محاولة اخري وهذه المرة في احد المراجع المسيحيه الخاصه بقواعد اللغه اليونانيه وهو كتاب يوناني العهد الجديد ببنودة الانبا شنودة صفحة37
يقول:عندما يكون اسمان في حالة الفاعل ويربط بينها فعل الكينونه في مثل هذه الحالات تسقط اداة التعريف للتمييز بينهم
وهذا الكلام خاطئ ليس صحيحا وناتج عن سوء فهم او تعمد تحريف فالقاعده هي انه لو كان هناك اسمان الاول به اداه تعريف والاخر ليس به اداة تعريف ويربط بينهم فعل الكينونه فالاولويه ان يكون الفاعل اي مانسميه بالعربيه المبتدأ هو الاسم المعرف باداه تعريف ومتمم الجملة اي مانسميه بالعربيه الخبر يكون بدون اداة تعريف نعطي مثالا
نص مثلا نص يوحنا الاصحاح الرابع العدد الرابع والعشرون:الله روح
النص باليونانيه πνευμα ο θεος فنجد كلمة الله معرفه باداة تعريف وكلمة روح غير معرفه باداة تعريف ولذلك جاءت الاولويه لان يكون فاعل او متبدأ الجمله هو الله وليس روح
فيكون ترجمه النص الله روح وليس روح هو الله مثلا
اذن فالقاعده لا تقول انه يجب اسقاط اداه التعريف للتمييز بين الفاعل ومتمم الجمله فيوجد حالات عديدة يكون فيها الفاعل والمتمم مسبوقين باداة تعريف مثل نص متي الاصحاح الاصحاح السادس والعدد الثاني والعشرون:يقول سراج الجسد هو العين
والنص باليونانية:ο λυχνος του σωματος εστιν ο οφθαλμος 
نجد ان الفاعل السراج o λυχνος والمتمم العين o οφθαλμος الاثنين معرفين باداه تعريف قبلهما ولم تسقط عن المتمم اداة التعريف والاكثر من ذلك انه قد يكون الفاعل والمتمم الاثنين بدون اداة تعريف مثل نص تيطس واحد واحد بولس عبد الله 
النص باليونانيه παυλος δουλος θεου
نجد ان الفاعل بولس والمتمم عبد الاثنان بدون اداة تعريف ولكن يمكن التمييز بينهم بان اسم العلم تكون له الاولويه ان يكون هو فاعل الجمله او المبتدـأ
محاولة اخري يحاول البعض اثبات بان كلمة ثيؤس معرفه وهي قاعدة وضعها باحث يدعي كولويل وهي تنص predicate nominative which precede the verb usualy lack the article
بمعني انه متمم الجملة حينما يكون معرفا ويسبق الفعل تغيب عنه اداة التعريف
سنعرض تعليق دكتور دانيال والاس وهو استاذ في اللغه اليونانيه وله مؤلفات في قواعد اللغه اليونانيه تعد مرجع اساسي في تعلم اللغه بالجامعات,يقول في كتابه basics of greek new testment الاتي:
many scholars misunderstood colwell role ,the thought the benefit of the role is affirming the deity of jesus christ and they thought that role was anarthrous predicate nominative which precede the verb is usualy definite ,this is not the role
يعلق دكتور دانيال والاس في صفحه 115 ويقول ان كثيرين اساءو فهم قاعده كولويل وظنوا ان منفعتها في اثبات الوهيه المسيح واعتقدوا ان القاعده تقول ان كل اسم متتم للجمله بدون اداة تعريف دائما يكون معرف وهذه ليست القاعده.اذن هو سوء فهم للقاعده والاكثر من ذلك هو قاعده كولويل لا تعتبر قاعده دقيقه ولا يمكن اعتبارها قاعده اساسيه في اللغه اليونانيه لانه ثبت عدم صحتها في نصوص كثيرة بالكتاب المقدس وذلك لان كولويل لم يطبق القاعده علي كل نصوص العهد الجديد 
قلنا ان قاعده كولويل تقول ان متتم الجمله اذا سبق الفعل عادة يكون بدون اداة تعريف
نقد القاعده علي سبيل المثال بنص من انجيل يوحنا الاصحاح الخامس عشر والعدد واحد يقول 
انا الكرمة وابي الكرام
الجزء ابي الكرام في اليونانية كالاتي:ο πατηρ μου ο γεωργος εστιν
نجد ان متتم الجمله هو o γεωργος وهو قد سبق فعل الكينونه εστιν ورغم ذلك لم تسقط اداة التعريف وهذا يثبت انه لا يمكن استخدام قاعده كولويل كقاعده ثابته في اليونانيه لانها لا تنطبق علي كل نصوص الكتاب.من هنا يتضح اولا :القاعده ليست دقيقه ولا يوجد دارس للغه اليونانيه جيدا يستخدمها كدليل علي اثبات الوهيه المسيح 
ثانيا :سء فهم القاعدة فكولويل لم يضع القاعده لاثبات الوهيه المسيح ولم يكن تطبيقه للقاعده علي نص يوحناواحد واحد ولكنه حاول ان يثبت صحتها علي نص اخر في انجيل يوحنا الاصحاح الاول والعدد التاسع والاربعين.
بهكذا يكون احتمال ترجمة نص يوحنا واحد واحد وكان الكلمة الله هو ترجمة خاطئه ولا دليل عليها.
ويبقي الان احتمالان وكان الكلمة الهيا وكان الكلمه الها 
فلا يوجد مايمنع بقواعد اللغه ان يكون الاسم غير معرفا بل هو الاحتمال الاول في حالة غياب اداة التعريف ان يكون الاسم غير معرف ثم ياتي بعده احتماليه ان يكون معرف في حالات معينه او اسم وصفي.
ويرفض الكثيرين ترجمه وكان الكلمة الها من الناحية الايمانيه فقط وليس من جهه قواعد اللغه بحجة ان ترجمه النص وكان الكلمة الها يعطي نوع من تعدد الالهه او ان يكون يسوع الها ثانويا فهل صار مثلا اليهود جميعا الهه مع الله كونهم دعو الهه في مزمور الاصحاح الثاني والثمانون والعدد السادس انا قلت انكم الهة وبنو العلي كلكم. او موسي مثلا يكون الها ثانويا لانه دعي الها في سفر الخروج الاصحاح السابع العدد الاول
وصلنا بنهاية البحث الي خلاصه 
1_الترجمة وكان الكلمة الله لايوجد اي دليل علي صحتها وهي مرفوضه ايمانيا ومن خلال قواعد اللغه من ابرز العلماء الدارسين للغه
2_الترجمه وكان الكلمة الهيا لايوجد تاكيد بنسبه100% انها هي الادق حيث ان النص يمكن ترجتمه وكان الكلمة الها وحسب اليونانيه هي ترجمه صحيحه ولا يوجد مايمنع من ترجمتها علي هذا النحو والعامل الاساسي للتفضيل هو من النظره الايمانية للنصوص

0 التعليقات: